مبادرات الأمم المتحدة في الذكاء الاصطناعي الأخلاقي
في عالم يشهد تطورًا سريعًا للتكنولوجيا، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يُستغنى عنه من حياتنا اليومية. ومع ذلك، تثير هذه التطورات بعض المخاوف حول الأخلاقيات والتحكم في استخدام هذه التكنولوجيا. لذلك، أصبح من الضروري تنظيم وإشراف استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق تساعد على تحقيق مستقبل ذكي وأخلاقي. في هذا السياق، لعبت الأمم المتحدة دورًا بارزًا من خلال إطلاق عدد من المبادرات التي تهدف إلى توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي نحو مستقبل أكثر أمانًا وأخلاقية. في هذه المقالة، سوف نتناول بالتفصيل تلك المبادرات وكيف يمكن أن تؤثر على مستقبل الذكاء الاصطناعي.
إدخال رئيس الأمم المتحدة للجوانب الأخلاقية في الذكاء الاصطناعي
في أبريل 2018، قام السفير د. ياسر آل نهيان، وزير خارجية المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس إدارة هيئة أمن المعلومات والتقنية في الخطة العمومية للمملكة، بإطلاق “”لائحة خطة التصرف”” باسم رئيس مجلس إدارة هيئة أمن المعلومات والتقنية في الخطة العامة للمملكة. كان ذلك بمشاركة رئيس الأمم المتحدة، عزه يوسف. سعى هذا الجهد إلى تعزيز الأخلاقيات والحقوق في استخدام التكنولوجيا الجديدة، مع التركيز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي. تمثل هذه المبادرة إعلانًا للاستخدام المسؤول للتكنولوجيات وإبراز أهمية التعاون الدولي في ضمان حقوق الإنسان.
مبادرة “”الذكاء الاصطناعي للأمن البشري””
في 21 نوفمبر 2018، أطلقت الأمم المتحدة مبادرة “”الذكاء الاصطناعي للأمن البشري”” باتفاق مشترك بين وزارة خارجية المملكة العربية السعودية، وهيئة أمن المعلومات والتقنية في الخطة العامة للمملكة، والمجلس الاستشاري للأمم المتحدة. تركز هذه المبادرة على استغلال قوى الذكاء الاصطناعي لتحقيق أمن بشري أكبر وتحسين جودة حياة المجتمعات. تهدف المبادرة إلى التأثير على صناع القرار في مختلف المؤسسات لضمان استخدام قوى الذكاء الاصطناعي بشكل يحافظ على حقوق الإنسان والأخلاق.
أهمية مبادرة “”فن الذكاء الاصطناعي””
تأسست مؤسسة “”فن الذكاء الاصطناعي”” كجزء من جهود الأمم المتحدة لتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة في مجال الذكاء الاصطناعي. تقدم هذه المؤسسة فرصًا للأبحاث والتعاون بين علماء وخبراء من جميع أنحاء العالم لتطوير حلول تكنولوجية تعود بالفائدة على المجتمع. إن هذه المبادرة تؤكد على دور الباحثين في التأثير سلبًا وإيجابًا باستخدام نتائج أبحاثهم للمساهمة في التقدم المستدام.
اللوائح العالمية للذكاء الاصطناعي
أُعلن عن أهمية تطوير مجموعة من القوانين واللوائح التي ستضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل يحافظ على قيم المجتمع وأهداف تنمية مستدامة. من خلال توحيد القوانين العالمية، يُمكن للأمم المتحدة أن تضمن التكيف السلس والاستخدام الآمن لهذه التقنيات في جميع أنحاء العالم.
الأثر الواعد لهذه المبادرات
تعتبر مبادرات الأمم المتحدة في الذكاء الاصطناعي الأخلاقي خطوة كبيرة نحو مستقبل يحافظ على أهمية قيم الإنسان. من خلال هذه المبادرات، تتمكن الأمم المتحدة من التأثير في سياسات وتطوير التكنولوجيا بشكل يضمن حقوق جميع أفراد الإنسان والتزامها بأخلاقيات مستدامة. تتضمن هذه المبادرات عملية مستمرة لجمع خبراء من مختلف التخصصات وإطار عمل قوي يساهم في رسم خطوط الأنظمة المستقبلية.
إن دور الأمم المتحدة في هذه العملية يمثل أكبر مثال على التزام الجماعي بشأن استخدام التكنولوجيات المسؤولة. لا شك أن هذه المبادرات ستكون نقطة انطلاق جديدة في محادثات الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته على المستوى العالمي.
الخاتمة
بإجراء هذه المبادرات، تسعى الأمم المتحدة لتوضيح مسار استخدام الذكاء الاصطناعي نحو أفضلية عالمية وأخلاقية. من خلال التركيز على توجيه استخدام هذه التكنولوجيات بشكل يحافظ على الأخلاق، نحن جميعًا قادرون على إنشاء مستقبل أفضل وأكثر تطورًا. لذا فإن دور كل منا في دعم هذه المبادرات والانخراط بشكل نشط في مناقشات الأخلاقيات التقنية أمر حاسم.