الذكاء الاصطناعي في منصات بث الفيديو مثل Netflix
في عالم الترفيه المتغير باسرع ما يمكن، أصبحت تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) من الأدوات الضرورية التي تشكل وجهة نظر المستخدمين وتخصيص أفضل تجربة ممكنة على منصات البث الفيديو. تعتبر Netflix مثالاً بارزًا على كيفية استغلال الذكاء الاصطناعي لتحسين التجربة المستهلكية، من خلال تقديم محتوى مخصص وشخصي. هذا المقال يتناول كيفية استخدام Netflix الذكاء الاصطناعي لإنجاحها المستمر في هذا المجال.
لماذا الذكاء الاصطناعي أصبح ضروريًا؟
توسعت مدخرات المحتوى في منصات البث بشكل كبير، حيث تقدم Netflix وغيرها من المنصات آلاف الأفلام والمسلسلات. لذلك، يجعل الذكاء الاصطناعي التحدي في تقديم توصيات دقيقة وشخصية ممكنًا عبر جمع وتحليل كميات هائلة من بيانات المستخدم. يساعد الذكاء الاصطناعي في فهم سلوك المستخدم، مثل أنواع الأفلام التي يحبها وأوقات المشاهدة، مما يتيح تجربة استهلاكية مُخصَّصة لكل عضو.
أساليب الذكاء الاصطناعي في Netflix
يستخدم Netflix عدة طرق من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق هدفه في إرضاء المشاهدين. من أبرز هذه التقنيات:
- التوصيات الشخصية: باستخدام خوارزميات التعلم الآلي، تحلل Netflix بيانات مشاهدة المستخدم لتقديم قائمة من “”الممكن أن تستمتع به”” (You Might Also Like). يعتبر هذا الجانب ركنًا أساسيًا في استراتيجية Netflix للحصول على وفاء المشاهد.
- إنشاء المحتوى: تُعتبر الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية في إنشاء المحتوى. Netflix تستخدم خوارزميات للتنبؤ بالأنماط والاتجاهات، مما يساعدها على اتخاذ قرارات استثمارية حكيمة في تصنيف الأعمال التي تُصنع أو تستورد.
- تحليل المشاعر والتقييم: من خلال استخدام تقنيات معالجة اللغة الطبيعية، يُمكن لـ Netflix فهم ردود فعل المستخدمين بشكل أفضل. هذا التحليل يتيح لهم تقدير مشاعر المشاهدين والتأثير في كيفية تطوير المحتوى.
أمثلة ناجحة على استخدام الذكاء الاصطناعي
واحد من أبرز الأمثلة على نجاح التقنية في Netflix هو إنشاؤها لـ “”الإنتاج البديهي”” (Algorithmic Content Production). وفي عام 2018، قُدم المسلسل كارلا جراي (Cara Gee) كأول محتوى تم إنشاؤه بالكامل باستخدام خوارزمية الذكاء الاصطناعي. على الرغم من أن المسلسل لم يحظَ بتقدير جماهيري كبير، إلا أنه قدم مثالًا واضحًا على الإمكانية التي تقدمها هذه التقنيات.
كما طُلق في عام 2017، المسلسل بروج (Bloodline)، والذي قامت Netflix بإعادة تصميم حبكته الدرامية استنادًا إلى تحليلات الذكاء الاصطناعي. هذه التحليلات كشفت أن المسلسل كان محبوبًا لدى جمهور يفضل القصص التركيزية، ولذلك تم إجراء التغييرات بناءً على ذلك.
التحديات في استخدام الذكاء الاصطناعي
بالرغم من الفوائد المتعددة، إلا أن هناك تحديات يجب على Netflix التغلب عليها. أولاً وقبل كل شيء، قضايا الخصوصية حيث يُعتبر جمع البيانات من المستخدمين لأغراض التحليل مسألة حساسة. ثانيًا، هناك تحدي في الابتكار الذي يجب ألا يعتمد بشكل كامل على البيانات التاريخية فقط، لضمان ظهور محتوى جديد وفريد.
الاستنتاج
لا شك أن الذكاء الاصطناعي قد غير منظر المنصات البثية، ممهدًا الطريق لتجارب استهلاكية مخصصة وفريدة. في Netflix، أصبح استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءاً من كل جانب من جوانب عملها: من التوصية بالمحتوى إلى إنشاء المحتوى وإدارة الخدمات. مع ذلك، لا يزال هناك حاجة لمعالجة تحديات مثل الخصوصية وضرورة دفع حدود التقنيات بشكل أبدٍ. إن الذكاء الاصطناعي سيظل عنصرًا رئيسيًا في توجه مستقبل هذه المنصات، والمفتاح للنجاح يكمن في استخدامه بطريقة ذكية ومسؤولة.